}); أوكا بوست | الغازي الأول للقسطنطينية - الجزء الثاني - ukapost

آخر المواضيع

أوكا بوست | الغازي الأول للقسطنطينية - الجزء الثاني


فبعث مسلم برسالة مستعجلة إلى الحسين يقول فيها: "أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله! وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي فإن الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأى ولا هوى والسلام"، وما إن بعث مسلم برسالته حتى جاء والي العراق ببعض المال إلى أولئك المرتزقة، فأخذ الشيعة ينصرفون من مسلم بن عقيل واحدًا واحدًا، فما أذن المؤذن لصلاة المغرب حتى أصبح ابن عم الحسين وحيدًا بعد أن خانه الثمانية عشر ألفًا الذين اجتمعوا له في فجر ذلك اليوم!!!! ثم وجد مسلم نفسه وحيدًا في جنح الظلام يتردد في طرقات الكوفة لا يدري أين يذهب، يتجول بين البيوت المقفلة طالبًا شربة ماءٍ من الشيعة الذين رفضوا إيواءه، فرأته عجوزٌ شيعية بهذا المنظر المزري، فسألته عن حاله فقال لها: "أنا مسلم بن عقيل كَذَبَني هؤلاء القوم، وغَرُّوني" فأدخلته في بيتها لكي تسقيه بعض الماء بعد أن كاد يموت عطشًا، وسبحان اللَّه، فحتى تلك العجوز الشيعية الشمطاء أبت أن تغير طبع الشيعة القذر في الغدر والخيانة، فخرجت خفيةً من البيت وأحضرت معها رجالًا بسلاسل حديدية لكي يشدوا وثاق ابن عم الحسين بالسلاسل ويسلموه للوالي مقابل دراهم معدودات،

وقبل أن يقتل الوالي مسلم بن عقيل سأله إن كان له طلب أخير، فقال مسلم وخنجر الغدر الشيعي مزروعٌ بخاصرته: كل ما أطلبه هو أن ترسْلوا للحسين برسالة تحذروه من أن يأتي للعراق، وقولوا له أن شيعة أبيه ليسوا أكثر من مجرد خونة، وأنهم قد غدروا به! وقتل مسلم بن عقيل، ولكن رسالته وصلت متأخرًا للحسين، ومع ذلك أراد الحسين أن يرجع، إلا أن من معه من أبناء مسلم بن عقيل رفضوا إلا أن يأخذوا بالثأر لأبيهم، فتبعهم عمهم الحسين، فتفاجأ الحسين أن 30 ألفًا من الشيعة العراقيين قد انضموا لجيش الوالي لمقاتلة الحسين، فطلب الحسين أن يرجع من حيث أتى أو أن يتركوه لكي يذهب إلى ابن عمه يزيد (على حد وصف الحسين نفسه ليزيد!) أو أن يتركوه لكي يجاهد المشركين على الثغور الإِسلامية، فرفض جيش الشيعة ذلك، فقتلوه ومثلوا بجثته رحمه اللَّه وأسكنه فسيح جنته. انتهت القصة!

أما الآن فلنستمع إلى أقوال علماء الشيعة أنفسهم من أمهات كتب الشيعة المعتبرة:
الكتاب: أعيان الشيعة ل محسن الأمين/ الجزء: الأول/ الصفحة 32: "ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم فقتلوه".
الكتاب: مقتل الحسين/ المؤلف: عبد الرزاق المقرم/ الصفحة 316/ 317: "أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. . . . أيها الناس ناشدتكم اللَّه هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهود والميثاق والبيعة وقاتلتموه، فتبا لكم لما قدمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول اللَّه إذ يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي".
الكتاب: مقتل الحسين/ المؤلف: عبد الرزاق المقرم/ الصفحة 312: قالت زينب عليها السلام: "ويلكم يا أهل الكوفة أتدرون أي كبد لرسول اللَّه فريتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي دم له سفكتم؟ ".

الكتاب: الإرشاد للمفيد 2/ 110، إعلام الورى للطبوسي 949، كشف الغمة 2/ 18 و 38: دعا الحسين على شيعته عندما غدروا به ونقضوا بيعته، ولما رأى عليه السلام عزمهم على قتله دعا عليهم قائلًا: "اللهم إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقهم فِرَقًا، واجعلهم طرائق قدَدًا، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبدًا، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا، ثم عَدَوا علينا فقتلونا".
الكتاب: تاريخ اليعقوبي 1: 235: "لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال: "هؤلاء يبكين علينا!! فمن قتلنا!؟ ".
الكتاب: بحار الأنوار للمجلسي مجدلى: عمر 137 سطر 17: "قال يزيد: قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، أما لو كنت صاحبه لعفوت عنه".
والآن بعد أن تبين لنا من الذي قتل الحسين -رضي اللَّه عنه- من خلال أقوال علماء الشيعة أنفسهم، هل ما زال الشيعة يفكرون بالأخذ بثأر الحسين؟
أما علماء أهل السنة والجماعة -هدانا وهداهم اللَّه- ممن يطعنون بالتابعي الإِسلامي العظيم والقائد البطل يزيد بن معاوية، فأهدي إليهم بعض أقوال علماء السلف في يزيد بن معاوية رحمه اللَّه:
الإِمام أحمد بن حنبل (كتاب الزهد): أدخل عن خطبة يزيد بن معاوية قوله: "إذا مرض أحدكم مرضًا فأشقى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه ولينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه".
محمَّد بن علي بن أبي طالب "تاريخ الطبري": "وقد حضرته وأقمت عنده فرأيتهُ مواظبا على الصلاة، مُتَحَرِيًا الخير، يسأل عن الفقه، مُلازما للسنة".

ابن خلدون: المقدمة (ص 210 - 211): "والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه -وحينئذ من بني أمية- وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا، فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك، وحضور أكابر الصحابة لذلك، وسكوتهم عنه، دليل على انتفاء الريب منه، فليسوا ممن تأخذهم بها الحق هوادة، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم -كلهم- أجلّ من ذلك، وعدالتهم مانعة منه.
أبو حامد الغزالي (قيد الشريد من أخبار يزيد ص 57 - 59): "وقد صح إسلام يزيد بن معاوية، وما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضرًا حين قتل، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام".
الحافظ ابن كثير (البداية والنهاية 8/ 226): ". . . وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح شيء منها. وأجود ما ورد ما ذكرناه على ضعف أسانيده وانقطاع بعضه واللَّه أعلم".

والآن وبعد أن ذكرنا كل هذه الأحاديث عن هذا التابعي العظيم، يتساءل المرء. . . . لماذا هذا الهجوم العنيف على يزيد بن معاوية رحمه اللَّه؟ الحقيقة أن تشويه صورة يزيد رحمه اللَّه هو تشويه للتاريخ الإِسلامي بأكمله، فلقد استمر يزيد على سياسة أبيه في الجهاد، والذي لا يعرفه معظمنا أن يزيد هذا الذي نتحدث عنه هو الذي فتح التبت عند جبال الهملايا!!! وفتح بلاد التركستان والتي سيخرج منها بعد بضع مئات من السنين رجالٌ أشداء يسمّون بالعثمانيين (كما سنرى لاحقا في هذا الكتاب)، فتكون بذلك كل فتوحات الأتراك الأبطال في ميزان حسنات يزيد بن معاوية، فرحمك اللَّه يا يزيد وجزاك عن الإِسلام والمسلمين كل خير.

ليست هناك تعليقات