يحكى أن أعرابيا عرج على دار حاتم الطائي بعد عناء سفر طويل,ملتمسا الراحة والطعام والشراب لما سمعه عنه من كرم ومروءة , فلما التقاه حاتم سأله بجفاء عن حاجته, فأجابه الأعرابي : والله إني متعب من السفر, وشديد الجوع والعطش , فقصدتك لما سمعت عن كرمك بين العرب فقال له حاتم متعمدا الجفاء : وهل داري مفتوحة لكل من يقصدني كي يرتاح ويأكل ويشرب؟
فارتبك الأعرابي واحمر وجهه خجلا , وأسرع إلى جواده فامتطاه مطلقا له العنان دون أن ينطق بكلمة فلما ابتعد , تلثم حاتم وامتطى جواده ولحق به , فلما التقاه حياه وقال له: من أين قادم يا أخا العرب؟ فأجابه الأعرابي : من عند حاتم الطائي فسأله حاتم: وماكانت حاجتك عنده ؟
فأجاب: كنت جائعا فأطعمني وعطشانا فسقاني وعندما كشف حاتم عن وجهه وهو
يضحك سأل الأعرابي: لماذا كذبت على ؟
فأجابه الأعرابي: والله لو قلت غير ذلك لما صدقني أحد من العرب
ولقالوا عني مجنونا
فابتسم حاتم , وعاد إلى داره مصطحبا معه الأعرابي , فنحر له وأطعمه وأكرمه .
ليست هناك تعليقات